@b363

class="content__text". *قراءات العام ٢٠٢٢م -التقييم من خمسة. -التقييم تم بعد مضي فترة من الزمن على قراءة الروايات من أجل عدم التأثير اللحظي. وهو مبني على ذائقة شخصية. -التقييم للروايات والقصص فقط. -هناك كتابين أعتبرهم توصية السنة "رامبو الحبشي _ المريضة الصامتة".

January 24, 2023

class="content__text". كتاب آخر في جلسة واحدة. لم أعهدني أقراء كتاب من هذا النوع وهذا سيجعلني أقول وعلى غير العادة "أنني مندهش" عبارة لم يدر في ذهني أنني قد استخدمها في يوم ما للتعبير عن إعجابي بأي كتاب. لكنني أستخدمها الآن لفرط ما أعاني من شح بالمفردات والعبارات التي يجب أن أقولها في هذه التحفة الساحرة. وقد أبرر بطريقة لائقة أن الحاجات العظيمة يُعبر عنها بسطحية واضحة لعدم جواز المقارنة، الأشياء القادرة على التغلغل فينا نعيشها فقط ونسكت أو نكون أقل قدرة أمام إظهارها، كما الآن. العنوان لا ينبئ بشيء مثير، لا يجذب ولا حتى يلفت الإنتباه، مدلول عام، شخصية نكرة تلك المريضة الصامتة، بكل تعويمها. قد تفتح الكتاب كواجب لقيت نفسك أمامه وعليك إكماله، هذا الشعور الغالب دائماً، لكنك ستُسحب رغماً عنك، ولا تعلم من أين تلك القوة المفاجئة التي تفعل بك كل هذا. أنت المريض في أماكن كثيرة، في أماكن كثيرة ستصبح أنت المعالج، أنت الجاني والمجني عليه، أنت القارئ الذي نسي نفسه خارج الكتاب وتخلى عن حياته رغماً عنه وبقي في هذه الدوامة لحياة قد عاشها وربما يعيشها في أي وقت. الطفولة وما تخلفه من أزمات نفسية تظل عالقة ومتكررة في قادم أيامنا، الحب وأهميته للأشخاص وكيف أن شخصاً قد فقد ثقته بالعالم والحياة وتشبث بك كحب كحياة يُخذل ولا يتقبل هذا الخذلان لأن تقبله سيعني حتماً نهايته، أي لم يعد لديه ما يعيش به إذا خسرك. أن تكون أنت بهذا المعنى الضخم لآخرين ولا تعي دورك، لا تقوم بما يليق بك فأنت بؤرة ستصنع مجرمين محيطين بك، مؤذون وقاتلون حتى. أن تكون أب سيء، لا يليق بك المسمى، أناني جداً وقاسي، فأنت تخلف أفخاخ المستقبل، أمراض وخطرون على البقية. هذه الرواية ستجعل تفكيرك يختلف تماماً، وستكون نقطة ما قبلها وما بعدها، صالحة لكل أحد ومؤثرة بكل شخص، كيف نعيش لأطفالنا وأحبابنا وأصدقائنا، كيف نكون مسئولون بشكل أكثر وضوحاً، كيف نتعالج بالود بالقيام بالأدوار المناطة بنا. أكتفي بهذا الشيء البسيط من حيث الفائدة، لكن قرائتها شيء مختلف لأنها محبوكة بشكل خرافي وصادم ومثير، جعلتني أتردد كثيراً بين إكمالها دفعة وأحدة وتقسيمها دفعات لكي لا أكتشف النهاية. جرب قرائتها لتحدد موقف المواصلة أو الاستمتاع.

November 24, 2022

class="content__text". أفقد قدرتي في التعبير عندما أجدني سعيد وثمة فرحة تعتريني، أفعل ذلك مع كل كتاب يترك في داخلي انطباع مفرح، أحاول أن أحشد أكبر قدر ممكن من الكلمات لأقولها عن ما بين يديَّ، أبتسم وأستلذ العبارات، أغيب وأتمنى لو أني أوزع شعوري على كل من عرفت، لينعموا بسكون حتى ولو كان لحظي. في رامبو الحبشي قصة ضياع تحكينا، تشرّحنا إلى أجزاء واضحة، تقول لنا بملء حروفها "أنت هذا الشخص" وحتى لو تجاسرت وأنكرت ذلك في مواضع كثيرة ستسقط بمكان ما في امتداد طوله ٢٦٣ صفحة، طريق محشورة بالنفس البشرية، بتفكيرها العاطفي ورغبتها الجامحة نحو تحقيق غايات تراها من احتياجها، هذا جانب الحكاية الأسمى بالنسبة لي. في جانبها الآخر الديني والعرقي والمكاني والزماني لا يعنيني ذلك، وقد لا يعني أحد سوى من عانوا نوع من الاضطهاد والاستعباد والعنصرية. أستطيع أن أقول لكم إقرأوا رامبي الحبشي ولست مسئول عن شعوركم وقتها. ‏أستطيع القول أن هذه الرواية نظيفة جداً وتبعث عن الطمأنينية من هذا الجانب. ‏أجزم أن هذه الرواية هي أكثر رواية صورتُ اقتباسات منها، وخططتُ تحت سطورها. ‏في هذه الرواية كثيراً ما قلتُ "الله، صدقت" تنهيدة".

November 24, 2022

class="content__text". العنوان: وحدها شجرة الرمان النوع: رواية المؤلف: سنان انطوان الدار: منشورات الجمل عدد الصفحات: ٢٥٥ جرت أحداث هذه الرواية في ثمانينيات القرن الماضي وأمتدت حتى العام ٢٠٠٦م، بعد الغزو الأمريكي للعراق، ولك أن تتخيل حجم المأساة في هذه الرواية نظراً لخصوبة الزمن في إنتاج البؤس. تتحدث الرواية عن بطلها "جواد كاظم" الابن الشيعي الذي ينشأ في عائلة مكونة من أب وأم واخت وأخ، توارثت هذه الاسرة مهنة غسل الأموات لأبناء طائفتهم، يكبر جواد كأي مراهق له طموحاته وشغفه، فكان هاوي للرسم والنحت وبتشجيع من أخوه الأكبر وبحنق شديد من أبوه الذي كان يريده مساعد له في مغسلة الأموات لكي يرث الشغلة من بعده، وهكذا سارت الحكاية، تخرج من كلية الفنية، صاحب دراسته دخوله في علاقة عاطفية كان لها مكانها في الرواية، قبل دخوله مرحلة البكالوريوس استشهد أخاه الذي كان يعمل طبيب في القوات المسلحة إبان الحرب العراقية الإيرانية، وهنا مشهد مبكي لا محاله، توفى أبوه في مرحلة ما من زمن الحكاية مما أضطره لعمل صباغ طلاء المنازل، مرضت أمه وأشتدت ظروفه المالية فلجأ لمهنة أبيه، صاحبت هذه الفترة من حياته كوابيس وحكايات لا نهائية، قرر الهروب واللجوء للخارج لكنه فشل، فعاد ليبقى حبيس تلك المغسلة وشجرة الرمان التي وحدها تعرف. أقتبس من هذه الرواية قوله "التاريخ هو ما يسميه الناس القدر، والتاريخ عشوائي وعنيف، يعصف بكل ما في طريقه، ويقتلع ما يقتلعه دون أن ينظر إلى الوراء" هناك مواقف لا بد وأن تبكيك، قصص جارحة وكوابيس ثقيلة. هناك أيضاً مشاهد خادشة وبشكل واضح. #مراجعة

November 24, 2022

class="content__text". كل شيء يتهادئ، يستحيل إلى أشبه بالرماد، خفيف ومتطاير وفاقد الحياة. تمرُ الأيام وأنت لا شيء في حساباتها، لا يعينك الأمر في حقيقته وكأنك فعلاً لا وجود لك، تسير اللحظات من حولك حافلة بضجيج التغيرات الكبرى التي حدثت وتحدث وسوف تحدث أيضاً، وأنت لا تلقي لها بال، لا صوت الأغنية يثيرك، ولا تساقط المطر يغريك، ولا زواج صديقك يبهجك. أنت ذلك الذي يمشي في الظلام، يتخبط في داخله لكنهُ لا يتوقف أو يفزع، يظل يمشي متلمساً ملامح طريقه الموحشة، غير آبه بالضوء، صوتهُ محشو بالاكتفاء الداخلي، مسلوخ عن أية رغبة في المساعدة. لكن هناك حياة أخرى لا أحد يعلم عنها سواك، حياة بنيتها بنفسك، أثاثها أحلام وطموحات لا محققة، دعوات متعلقة بسقف حنجرتك كلما هزّك الشوق لهجت بها. يا لسوء الظن الذي أنت فيه تهمس لنفسك بعد أن دعيت بتحقيق أحلامك، لماذا ينتابني شعور بعدم الإجابة، تعود من شرودك بجملة الله يحب الإلحاح، ولكن أنقضى كل هذا الوقت ولم تتحقق لي أمنية، العافية هي أهم شيء. تنهي الجدل القائم بينك وبينك، النفس الدنيوية والنفس الاخروية. لكنك تعود وتتمنى، وهكذا تعيش. تتعطل رغبتك تدريجياً في الأشياء، حتى نفسك تصبح شيء مهمل، حدث جانبي لا يعنيك، وتسير أنت بدونك، في كثير من الأوقات ستتوقف وتسأل عنك، أين أنا أو أين وصلت؟ فتكتشف أنك ذلك الضائع في ذاته، لا أنت الذي وصلت ولا أنت الذي لقيت نفسك، وهنا ستجد أنك تحوز متعة لا بأس بها في حياتك هذه، وستعدِّها منجزك الوحيد، عزيمتك ستقوى وأنت تدافع عنها، تحديداً كلما لمحت عبارة "الأيام جالسة تروح وأنا ما أنجزت شيء" وهذه العبارة ستتكرر كثيراً سواءً على مسامعك أو تراها مكتوبة لدى أحدهم. يا لهم من سُذّج، أي انجازات يتكلمون عنها، ومن هذا الذي يحفل بإنجازاته اليوم، كلنا خاويين، وتبدأ سرديتك السرية على نفسك، تفرّغنا من شعور الفرح، قيمة الحاجات الناتجة عنا، ألا ترون هذا الكم من السواد، الكآبة المسيطرة، الضيق المستمر، كيف يمكنك أن تعبّر عن منجزك وأنت تشاهد الاختناق الفضيع بالأحداث المؤسفة، وما أن تنتهي من حشو مخيلتك بهذه الكمية من العجز، تعود لتقول: هذا أنا وتلك حياته ومنجزه، لعلني الظآل الوحيد الذي أفقد نفسه، دع الآخرين وشأنهم، عد إليك.. وتوقفك غصة ثقيلة في صدرك، تتنهد بقوة وتبتسم، فعلاً أنا أحمق وحياتي زي الفل. س.م

November 24, 2022

class="content__text". منذُ فترة طويلة وأنا أتهرب من قراءة هذه الرواية، لي تجارب سابقة مع أدب السجون، والمفارقة الغريبة أنني أحبها جداً وأكرهها جداً. لا يمكنني وصف ما بداخل هذه الرواية لأنها تؤخذ دفعة واحدة، جرعة ألم متكاملة إن كنت مستعداً لها فإقدم على قراءتها. ستتجمد أطرافك وتصاب بالغثيان وتضطرب أمعاءك وتتشنج معدتك وتبقى مشدود الأعصاب كمصاب بشيخوخة مبكرة. الألم النفسي والجسدي والمعنوي، الحرمان البالغ ذروته لأبسط حق لحياة أية ماشية على الأرض ستجده هنا في هذه الرواية المبنية على أحداث حقيقية جرت وقائعها في المملكة المغربية في بداية السبعينيات من القرن الماضي بحق مجموعة من الضباط والأفراد بعد اتهامهم بمحاولة اغتيال الملك وقلب نظام الحكم. ٢٣ ضابط وفرد في زنزانة تحت الأرض لا تعرف الضوء، نجا منهم ٣ أشخاص فقط بينما نفقوا البقية بطرق موجعة ومؤلمة خلال ١٨ عام. الجانب الايجابي فيها هي قصة الراوي أو من يروى على لسانه وطريقته المبتكرة في مواجهة ألم هذه الرحلة وكيف استطاع الصمود بدون وسائل ملموسة.

November 24, 2022