@b363

class="content__text". منذُ فترة طويلة وأنا أتهرب من قراءة هذه الرواية، لي تجارب سابقة مع أدب السجون، والمفارقة الغريبة أنني أحبها جداً وأكرهها جداً. لا يمكنني وصف ما بداخل هذه الرواية لأنها تؤخذ دفعة واحدة، جرعة ألم متكاملة إن كنت مستعداً لها فإقدم على قراءتها. ستتجمد أطرافك وتصاب بالغثيان وتضطرب أمعاءك وتتشنج معدتك وتبقى مشدود الأعصاب كمصاب بشيخوخة مبكرة. الألم النفسي والجسدي والمعنوي، الحرمان البالغ ذروته لأبسط حق لحياة أية ماشية على الأرض ستجده هنا في هذه الرواية المبنية على أحداث حقيقية جرت وقائعها في المملكة المغربية في بداية السبعينيات من القرن الماضي بحق مجموعة من الضباط والأفراد بعد اتهامهم بمحاولة اغتيال الملك وقلب نظام الحكم. ٢٣ ضابط وفرد في زنزانة تحت الأرض لا تعرف الضوء، نجا منهم ٣ أشخاص فقط بينما نفقوا البقية بطرق موجعة ومؤلمة خلال ١٨ عام. الجانب الايجابي فيها هي قصة الراوي أو من يروى على لسانه وطريقته المبتكرة في مواجهة ألم هذه الرحلة وكيف استطاع الصمود بدون وسائل ملموسة.

November 24, 2022